إقتباس
قد يقول قائل:ـ
لمـاذا لم تعطـف الآيـة الأولى على الآيـة الثانية بدون نداء آخــر؟
ج/ هذا تأكيد لما سيأتي بعد هذا النداء وإشادة به وإشارة إلى أهميته حتى تنتبهوا لما بعد النداء ، فكما أنكم انتبهتم إلى النداء الأول فانتبهوا إلى النداء الثاني
.
هذه واحد من أخطر المسائل المتعلقة بالأدب الواجب مع النبى إطلاقا وهى خاصة باداب المخاطبة والنداء والحكاية
والمتكلم فى الدين
لا يخرج عن كونه مخاطبا للنبى
او واصفا له
أو حاكيا عنه
وإن كان النصف الأول من الاية قد عده البعض من اداب زيارة مسجده
إلا أن الحاصل خلاف هذا والله أعلم
وثد تتسائل أخى الكريم كيف ننهى نحن الان
ممن لم نزر مسجده ولم نقف على قبره
كيف ننهى عن رفع الصوت
فأقول
إنما يكون المقصود فى رفع الصوت على كلامه
إقتباس
قال ابن العربي : حُرمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حياً كحرمته ميتاً وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه إذا قرِئ كلامه وجب على كل حاضر ألاّ يرفع صوته عليه ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به
ثم نأتى إلى أخطر ما يواجهنا الان وهى قضية الجهر
والتى علق عليها ربنا عقوبة عظيمة جدا
وهى عقوبة حبوط العمل
وقد حكى جماعة من أهل العلم أن هذه من المسائل التى لا تعتبر فيها النية بمعنى أن من أخطأ فيها عوقب ولو كان لا يقصد
وهذا خلاف الظاهر
والراجح ما حكاه بعض المفسرين قائلا
إقتباس
أي لا تشعرون أن هذا الأمر محبط لأعمالكم لأن الإنسان قلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن سبحانه وتعالى فقد يرفع أحداً صوته فوق صوت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو يجهر له بالقول كجهره للناس الآخرين ثم يدب في قلبه شيء من الاستهانة برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيكون ذلك سبباً في حبوط أعماله وهو لا يشعر .
وذكر بعض أهل العلم أنه إذا جهر الإنسان على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقول وهو لا يقصد الاستهانة كان ذلك مدعاة لأهل النفاق أن يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , وقال القرطبي ـ رحمـه الله ـ : إن فـي ذلك مدعاة لأن يرفع ضعـفة المسلمين أصواتهم فوق صوت الـنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
غير أن واجب الحيطة والحذر من تلك العقوبة العظيمة يجعلنا دائما متأهبين منها ويجعلنا نحتاط لأنفسنا من الوقوع فى هذا المأثم
الحقيقة المؤسفة أن أكثر ما يقع من الشباب كتاب المنتديات الإسلامية
هى خطيئة الجهر
والجهر
فى التفسير
ليس كما يظن البعض ( عرض إسمه مجردا من النبوة أى أن تقول له يا محمد بدون رسول الله )
فقد حقق ربنا هذا المعنى فى قوله (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعض)
ولكن المعنى المراد هنا أعم وأخطر
قال بعض المفسرين
إقتباس
أيْ جهراً كَائناً كالجهرِ الجَارِي فيمَا بـينكُم بلْ اجعلُوا صوتَكُم أخفضَ منْ صوتِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ وتعهّدُوا في مخاطبتِه اللينَ القريبَ منَ الهمسِ كَما هُو الدأبُ عندَ مخاطبةِ المَهيبِ المُعظمِ وحَافظُوا عَلى مُراعاةِ أُبَّهةِ النبوةِ وجَلالةِ مقدارِه
وهذا المعنى غير متحقق للأسف الشديد بين كثير من الشباب
فتجد من ان لاخر إستهانة غير مقصودة بمقام النبوة فى الحديث
وجهر له فى القول
والحديث عنه كما لو كان رجلا من عامة البشر
إن قلة الان من تحقق معنى التهيب الواجب من مقام النبوة
ومعنى التعظيم اللائق له
ومن مظاهر الجهر الخفية
1/ تخيل مواقف لا تليق به ولم تكن لتحدث له ولا تتناسب مع جلاله
2/ وصفه ممتهنا لبعض المهن والأعمال التى لا تليق به
وهذا متحقق أيضا فى معانى الألوهية
كقولهم
المهندس الأعلى وما قام به أحد الجهلاء من وصفه بأنه فنان تشكيلى
3/ وصفه بأوصاف مخرجة من معنى النبوة إلى ما هو دونها
كالمصلح و الزعيم والقائد وما إلى ذلك
4/ حكاية تعابيره والتمثيل الصوتى للأحاديث المروية عنه
وقد وقع فى هذه الافة الخطيرة عدد من الدعاة
لا سيما محدثى دعاة المملكة فتجد راوى الحديث يغير صوته مع الإنتقال من موقف لاخر كانه مقلدا لما حدث
هداهم الله
غير أن كبار علمائنا قد حذر من هذه الافة العظيمة وعدها جهرا
5/ من صور الجهر أيضا عقد المقارنات بينه وبين غيره من البشر
وغير هذا كثير جدا
وكل هذا منشأه من ظن البعض أن معنى التجديد او التبسيط يقتضى ضرب الأمثلة التى لا تليق
إن مواضيع كثيرة مثل ماذا لو بعث رسول الله الان وما على شاكلتها
تمتلئ بمثل هذا الجهر المحرم المنهى عنه
فينبغى علينا تعلم أدب الحديث عن النبوة والتقديس اللائق لمعنى الإصطفاء المتحقق له
فداه أبى
__________________
البحث عن مواضيع لنفس العضو
__________________
وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ
إني أُحب أبا حفص وشيعتـه** كمــا أحب عتيقاً صاحب الغار
وقد رضيت عليا قدوة علمـاً ** وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة ساداتي ومعتقدي **ِِ فهـل علي بهذا القول من عار
-------------------------------------------
على حِينَ أنْ قالَتْ لأيمَنَ أُمُّهُ: ****جَبُنْتَ وَلمْ تَشْهَدْ فَوَارِسَ خَيْبَرِ
وَأيْمَنُ لم يَجْبُنْ، ولكِنّ مُهْرَهُ****** أضرّ بهِ شربُ المديدِ المخمرٍ