مقام السنة من القرآن الكريم
من المعرف لكل مسلم أن القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للتشريع الإسلامي. وتأتي السنة النبوية مكملة للقرآن الكريم وهي معه في درجة واحدة.
قال الإمام أبو زهرة : "والسنة مكملة للقرآن في بيان الأحكام الشرعية ومعاونة له".(1)
والسنة مع القرآن الكريم لها ثلاث حالات :
الحالة الأولى : أنها تبين مبهمه وتفصل مجمله وتخصص عمومه وأنها تبين الناسخ من المنسوخ عند الجمهور.
- تبين مبهمه وتفصل مجمله مثل (الصلوات الخمس) فذكرها القرآن مجملة فقال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (البقرة٤٣).فجاءت السنة وبينت عدد الصلوات وعدد الركعات وكيفية الصلاة وأوقاتها. وكذلك في سائر العبادات.
- وتخصص عمومه على سبيل المثال (القرآن أباح تعدد الزوجات) عموما فجاءت السنة وخصصت عدم جواز نكاح المرأة على عمتها أو خالتها . وغيرها من الأمثلة.
الحالة الثانية : أن السنة تزيد على فرائض ثبت في القرآن أصولها بالنص فتأتي السنة وتزيد بعض الأحكام. مثل (أحكام اللعان) أي لعان الرجل والمرأة إذا اتهم رجل زوجته ولم يجد شهود فقد بين القرآن تفاصيل أحكام اللعان لكن زادت السنة حكما آخر وهو وجوب التفريق بين الزوج والزوجة إذا تلاعنا.
الحالة الثالثة : أن السنة تأتي بحكم جديد ليس في القرآن نص عليه وليس هو زيادة على نص قرآني بل هو حكم خاص أنشأته السنة ابتداء ولم يتعرض له القرآن. مثل (تحريم أكل لحم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع)(2).
(1) أصول الفقه للإمام أبو زهرة ص97 ط دار الفكر.
(2) أصول الفقه للإمام أبو زهرة ص103 بتصرف.